نكمل
خواصّ بسم الله الرحمن الرحيم.
لهذه الآية الشريفة خواصّ كثيرة يصعب حصرها، نذكر جملة منها:
أوّلاً: إنّها مجلبة للبركة.
وسئل النبيّ صلى الله عليه وآله: هل يأكل الشيطان مع الإنسان ؟ فقال: نعم، كلّ مائدة لم يذكر باسم الله عليها يأكل الشيطان معهم، ويرفع الله البركة عنها. ونهى عن أكل ما لم يذكر عليه باسم الله، كما قال الله تعالى في سورة الأنعام: {ولا تأكلوا ممّا لم يذكر اسم الله عليه}
ثانياً: قبول الدعاء، وقضاء الحوائج.
نقل السيّد هاشم البحراني، عن الزمخشري في ربيع الأبرار، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: لا يردّ دعاء أوّله {بسم الله الرحمن الرحيم} فإنّ أُمّتي يأتون يوم القيامة وهم يقولون: {بسم الله الرحمن الرحيم} فتثقل حسناتهم في الميزان، فتقول الأمم: ما أرجح موازين أُمّة محمّد صلى الله عليه وآله. فيقول الأنبياء: إنّ ابتداء كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله تعالى لو وضعت في كفّة الميزان ووضعت سيئات الخلق في كفّة أخرى
لرجحت حسناتهم.
ونقل السيّد البحراني أيضاً، عن الشيخ الصدوق في التوحيد، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: من حزنه أمر تعاطاه فقال:{بسم الله الرحمن الرحيم} وهو مخلص لله ويقبل بقلبه إليه لم ينفكّ من إحدى اثنتين، إمّا بلوغ حاجته في الدنيا، وإمّا يعدّ له عند ربّه ويدّخر له، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين.
ثالثاً: حفظ النفس.
روى الصدوق رحمه الله عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ركب الرجل الدابة وسمّى، ردفه ملك يحفظه حتّى ينزل، فإن ركب ولم يسمّ، ردفه شيطان، فيقول له: تغنّ. فإن قال: لا أُحسن. قال له: تمنّ. فلا يزال يتمنّى حتّى ينزل. وقال: من قال إذا ركب الدابة باسم الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وسبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين حفظت له نفسه ودابته حتّى ينزل. ( )
رابعاً: العتق من النار.
جاء في الأثر الشريف، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: أوحى الله إلى عيسى عليه السلام: أن أكثر من قول باسم الله وافتح أمورك به، ومن وفاني وفي صحيفته قبضة باسم الله، أُعتقه من النار. قال: وما قبضة باسم الله ؟ قال: مئة مرّة.
خامساً: تفتح بها أبواب الطاعة.
قال الإمام الصادق عليه السلام: اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية.
هذه بعض خواص (بسم الله الرحمن الرحيم) ولها فوائد لا حصر لها، منها للمحبّة والمودّة. فإذا تليت على قدح من الماء (786) مرّة، وسقيت لمن شاء أحبّه حبّاً شديداً.
بسم = 2 + 60 +40 = 102
الله = 1 + 30 +30 + 5 = 66
الرحمن = 1 + 30 + 200 + 8 +40 + 50 = 329
الرحيم = 1 + 30 + 200 +8 +10 + 40 = 289
مجموع أعداده................................= 786
مجموع حروفه................................= 19وأعلم أنّ
باسم هو الاسم المضمر، والله تعالى هو الاسم الأعظم, والرحمن الرحيم نعت له نفسه، فهو الرحمن الدنيا والرحيم الآخرة, والحمد الله ربّ العالمين، قبالة بسم الله الرحمن الرحيم، فباسم الله قبالة الحمد لله، والرحمن الرحيم قبالة ربّ العالمين. وفيها مراتب التوحيد ؛ لأنّ باسم قبالة أشهد، والله قبالة أنّه لا إله إلاّ هو.
إنّ لكلّ حرف من حروف {بسم الله الرحمن الرحيم} إشارة إلى معنى نوراني قائم بذات الحرف.
روى الصدوق رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: الباء بهاء الله، والسين سين الله، والميم ملك الله. قال: قلت: الله؟ قال: الألف آلاء الله على خلقه من النعم بولايتنا، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا. قلت: فلهاء؟ فقال: هوان لمن خالف محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم. قلت: الرحمن؟ قال: بجميع العالم. قلت: الرحيم؟ قال: بالمؤمنين خاصّة.