لا أحد يعرف .. أو يستطيع تفسير ما حدث للطيار البريطاني فيكتور جودارد الذي كان يحلق بطائرته الهوكر هارت في أجواء سكوتلندا عام 1934 عندما تبدل الطقس وتحول إلى عاصف وماطر مما دفع جودارد إلى التفكير بالهبوط في طائرته في أقرب مطار ..
وكان جودارد يعرف أن هناك مطاراً مهجوراً في المنطقة يحمل اسم " مطار دريم " وخطر له أنه إذا تمكن من الاهتداء إلى موقع المطار فإنه سيهبط فيه بسلام ولذلك خفض ارتفاعه قليلاً إلى أن خرج من بين السحب الكثيفة التي كانت تغلف الجو ، وشعر بالراحة عندما شاهد المطار القديم من الجو .. وبدأ يستعد للهبوط .. وعندما كانت الطائرة تقترب من المطار .. شع ضوء وهاج أضاء المنطقة بأسرها .. وفي التقرير الذي قدمه جودارد عن هذه الحادثة قال : " بدا لي وكأن الشمس تشرق .. رغم أن السحب كانت كثيفة وداكنة ولا تسمح لأشعة الشمس بالمرور " ..
وسارت طائرة جودارد فوق المدرج .. وشعر بالدهشة عندما شاهد أن المطار يغص بالحركة .. ولكن أياً من العاملين لم يأبه حتى بالنظر إلى طائرته عندما كانت تحلق فوق المطار وعندما هبطت على المدرج .. وكان الموظفون في قسم الميكانيكيا وصيانة الطائرات يرتدون أوفرولات زرقاء اللون .. ويعملون بصيانة طائرات مطلية باللون الأصفر .. وشعر جودارد أن هذا الجو غريب عليه .. ولا مثيل له في المطارات البريطانية ولذلك أقلع بطائرته من جديد وغاب وسط السحب .. واتجه نحو مدينة لندن ..
وأثار التقرير الذي قدمه جودارد دهشة المسؤولين في قسم الطيران المدني إلى درجة أن بعضهم اتهمه بالهلوسة .. فمطار دريم الذي يتحدث عنه مهجور منذ مدة ولا طائرات فيه ولا عمال .. ولكن الذين اتهموه بالهلوسة أعادوا النظر في موقفهم فيما بعد عندما أعيد افتتاح المطار عام 1938.. فقد غير سلاح الجو البريطاني لون طائرات التدريب من اللون الفضي إلى اللون الأصفر .. وبدأ عمال الميكانيك الذين يعملون في فحص الطائرات وصيانتها وتجهيزها يرتدون أوفرولات ..
وما حدث مع جودارد جرى مع الطيار باري سيمث أثناء الحرب العالمية الثانية فقد كان باري يقود طائرته الحربية في أجواء نيجيريا .. عندما اضطر للهبوط في مطار مهجور .. بسبب خلل أصيبت الطائرة به .. وعندما اقترب من المطار فوجئ بحركة غير عادية .. فقد رآه مليئاً بأكوام التراب .. والجرافات تعمل بدأب .. والناس يروحون ويجيؤون وكأن ورشة عمل لتجهيز المطار تعكف على عملها بكل همة ونشاط .. وفي الموقع شاهد باري سيمث عدداً من الكرينات كبيرة الحجم .. بدا له أنها ليست من النوع الذي كان معروفاً في العالم في ذلك الحين .. فعدل عن الهبوط في المطار .. واتجه إلى مطار آخر قريب حيث هبط بسلام .. وجرى إصلاح الخلل .. وفي اليوم التالي : زار المطار فاكتشف أنه خال من الجرافات و الكرينات والناس وإنه لا يزال قطعة مهجورة من الأرض ..
وبعد انتهاء الحرب بسنوات قرر باري سيمث زيارة المناطق التي عمل بها أثناء الحرب في أفريقيا .. وفي عام 1982 توجه إلى نيجيريا وتذكر حادثة الخلل الذي حدث في طائرته .. فزار المطار الذي كان يرغب في الهبوط فيه .. وفوجئ بالمنظر نفسه الذي رآه أثناء الحرب يتكرر أمامه على الطبيعة .. فقد كانت الحكومة النيجيرية تعيد تأهيل المطار .. ورأى الجرافات نفسها .. و الكرينات .. والعمال بملابسهم التقليدية .. وقد قدم باري إفادة بما جرى له .. وكان التفسير الوحيد الذي قدمه العلماء هو : أنه اخترق حاجز الزمن وعاش بضع لحظات في المستقبل ..
وبعض الذين يخترقون حاجز الزمن يعودون بعد لحظات إلى زمنهم .. ولكن هناك من يظلون في الزمن الذي سافروا إليه .. ومن هؤلاء سفينة " الهولندي الطائر " التي لاتزال تجوب البحار منذ عقود ويشاهدها الناس بين الحين والآخر ثم تختفي بشكل مفاجئ كما تظهر .. وآخر مرة شوهدت فيها كانت في السنة الماضية .. عندما رآها بعض الرياضيين المشاركين في سباق لليخوت في ألمانيا .. وقد ألغي السباق بسبب أسطورة تقول أن كل من يشاهد هذه السفينة يتعرض لمكروه
منقول