السورة التي تُعرف بـ " مشيبة الرسول " هي سورة هود ، و رقمها حسب ترتيب المُصحف الشريف هو : ( 11 ) .
و السبب في تسميتها بذلك ما جاء في الحديث المرفوع إلى النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) : " شيبتني هود " .
فقيل له في ذلك .
فقال : " قوله : ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ... ﴾ [1] ، [2] .
و َ رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال : ما نزل على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) آية كانت أشدُّ عليه و لا أشق من : ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [3] ، [4] .
و لا شك في أن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) هو العالم بالقرآن ، و هو الذي يفهمه على حقيقته ، فهو أكثر من يتأثر به ، فلا عجب في أن يشيب العالم العارف بالقرآن الكريم لدى قراءته له و الأخذ بما جاء فيه ، فعَنِ الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " إِنِّي لَأَعْجَبُ كَيْفَ لَا أَشِيبُ إِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ " [5] .
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ !
قَالَ : " شَيَّبَتْنِي هُودٌ ، وَ الْوَاقِعَةُ ، وَ الْمُرْسَلَاتُ ، وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ " [6] .