الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
"[color=#ff0000]فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " سورة البقرة - سورة 2 - آية 152
"يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون "سورة البقرة - سورة 2 - آية 172
"فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله ان كنتم اياه تعبدون "سورة النحل - سورة 16 - آية 114
"انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون " سورة العنكبوت - سورة 29 - آية 17
"لقد كان لسبا في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور "سورة سبأ - سورة 34 - آية 15
كثيرة هي الآيات التي تأمرنا بالشكر فكيف نشكر الله جل جلاله حق شكره ؟؟
(خرج الصادق (ع) من المسجد، وقد ضاعت دابته فقال: لئن ردها الله عليّ، لأشكرنّ الله حقّ شكره) .. فعندما يخرج الإنسان من بيت من بيوت الله عز وجل، ويتفق بأن يصاب بحادث، كأن يسرق ماله في المسجد أو في خارجه.. فالحركة الأولية هي أن يجعل الإنسان ذلك بعين الله.. حيث أنه ذهب إلى بيت من بيوت الله، وفي ضيافة الله.. والله عز وجل ضامن لضيفه كل ما يصيبه في سبيل الله عز وجل، من نصب أو مخمص، فإن ذلك بعين الله، وهو مجازيه.
إن الإمام (ع) هنا لم يستعمل ما أعطاه الله عز وجل من بعض القوى، وإنما قال: (لئن ردها الله عليَّ، لأشكرن الله حق شكره).. فهذه دابة، والإمام بإمكانه أن يشتري دابة أخرى.. ولكن من باب تقدير النعمة!.. عاهد الله عز وجل أن يشكره حق الشكر، إن عادت إليه هذه النعمة التي فاتته.
(فما لبث أن أُتي بها، فقال: الحمد لله.. فقال قائل له: جعلت فداك!.. قلت: لأشكرنّ الله حق شكره!.. فقال أبو عبد الله: ألم تسمعني قلت: الحمد لله)..
.
.
.
وعليه، فإن الإنسان عندما يقول: الحمد لله، فجنس الحمد لله عز وجل لا لغيره.. والإمام (ع) لم يقلها ألف مرة، ولا مائة مرة، ولم ينذر نذرا معقدا.. بل قال: الحمد لله.. ولكن بوعي، والتفات، وبصيرة.. نعم، فإن خير الكلام، ما قلّ ودلّ.
قال الصادق (ع): (أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى (ع): يا موسى!.. اشكرني حق شكري، فقال: يا رب!.. فكيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ؟..).. أي كلما أقول لك: الشكر، وجب عليَّ أن أقول لك: الشكر، لأنك وفقتني أن أقول لك: الشكر.. (قال: يا موسى!.. الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مني).. وبالتالي، فإنه عندما يعلم الإنسان أن النعمة من الله عز وجل، وأن نعمة الشكر من الله عز وجل أيضا.. وهذا اللسان الشاكر، وهذا القلب الشاكر، كل ذلك من نعم الله عز وجل.. فإذا كان بهذا المستوى من الوعي، فهو شاكر لله حق شكره.